مقالات

شرق الفرات.. البركان القادم!!





خالد الحماد*

منذ أن تم الإعلان عن تحرير شرق الفرات من تنظيم داعش الإرهابي ،والمنطقة العربية لم تستقر، ويمتنع الأهالي من العودة إليها ،والسيطرة على شرق الفرات هي سيطرة كردية بالكامل بالتنسيق مع التحالف دون أن يكون للعرب أي دور فيها،ويبدو أن مشكلة العرب أنهم يمثلون الأغلبية ،والعقلية الغربية لا ترى الدعم إلا للأقليات !!

وكل ما يُقال عن تشاركية عربية هو لذر الرماد في العيون ،فالعرب المشاركون عسكريا أو خدميا عبارة عن موظفين وعناصر ليس لهم من الأمر شيء!، بل لا أكون مبالغا إن قلت : أنهم لا يشعرون بالأمان على أنفسهم ولا على أهليهم !

وتنقسم شرق الفرات إلى قسمين ،القسم الكردي وهو ما نسميه «مناطق الأكراد» وقسم عربي «المناطق العربية» ولك أن تقارن بين الأمن والخدمات المقدمة في المنطقتين ،لنجد أن المناطق العربية ينشط فيها الإرهاب الداعشي وشبيحة النظام ،وهي معدومة من الخدمات تماما ،بينما المناطق الكردية مخدمة بشكل ممتاز ،وتتمتع بالأمن والاستقرار!

والمأساة الحقيقية تكمن في شرق ديرالزور «الجزيرة» حيث ينشط تنظيم داعش بشكل ملحوظ، وكما يُقال هناك «الليل لداعش والنهار لقسد»، وتتعرض قوات قسد بشكل يومي لعمليات إرهابية من قبل داعش ، ومن هنا نُلخص الوضع العام بعدة نقاط :

-فلتان أمني واضح في القرى والمدن العربية

-الخدمات معدومة في المناطق العربية

-الثروات والنفط ليس للعرب منها نصيب

-التعاون مع النظام كبير وقسد تغذيه بالنفط

-الحرائق في المحاصيل استهدفت العرب فقط

-داعش تنشط بشكل ملحوظ وتسيطر على بعض المساجد

-هجرة العقول والكوادر العربية من المنطقة بسبب التهميش وغياب الأمن.

باختصار شديد هذا هو المشروع الأمريكي في سوريا، ويعتبر مشروع ثانوي في الشرق الأوسط وقد يتم استبداله في أي وقت، وربما بانتظار أي صفقة سياسية ذات جدوى سواء مع الروس أو الأتراك أو حتى مع النظام كما حدث في غرب الفرات! ، وتبقى هذه المنطقة تعيش على بركان ساخن قد تنفجر من جهات متعددة ..

أين المشروع العربي؟!

يتم الحديث كثيرا عن مشروع عربي في شرق الفرات، ويزداد خيال السوريين وبالذات أبناء محافظة دير الزور عن تدخل عربي عسكري يعيد الأهالي إلى بيوتهم، وكل ما يُقال عن مشروع عربي للأسف غير صحيح، وما هو إلا وهم!، ويبقى الدور العربي ضمن الوجود الأمريكي، وأرجو ألا يخسر العرب سوريا كما خسروا العراق، وما يهم التحالف اليوم هو الاستقرار للمنطقة ،واستمرار سيطرة قسد وعدم القيام بأي مظاهرات أو خلافات بين الأغلبية وقسد ،وتم تقديم دعم عربي لضمان الاستقرار وتعويض الأهالي من العرب ..

ولكن هل ستصل هذه الأموال لمستحقيها أم أنها ستكون رصاصة الرحمة على مشروع قسد القومي في شرق الفرات؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى