مقالات

ومضى الشهيد.. شهيد الحكم الرشيد

سلطان العبدلي

مؤرخ حجازي
عرض مقالات الكاتب

وترجل البطل المجيدُ

وآن له أنْ يروح لحياة أبقى وأهدى

        علوٌّ في الحياة وفي المماتِ       بحقٍّ أنتَ إحدى المعجزاتِ

نلتَ الشرفين ياسيدي الشهيد ، شرف غراس محبتكم في قلوب هذه الأمم,

وشرف الشهادة واقفًا صامدًا مستعصمًا أبيًا شهمًا لم تتزحزح عن منهجك.

       ومضيتَ يامرسي شهيدًا في       سماء المجد والشرف التليدِ

مضيتَ يامرسي شهيدًا

مضيت يامرسي مجيدًا

صعدت إلى العلياء شامخ الهام باذخ المحيا..

لله أنتَ .. كم كنت مخلصًا وغيرك يحيط بك من غدر خفي.

كم كنتَ باسم المحيا رقيق القلب طيب الأنفاس عَطِرَ الشمائل

تلك  بعض من مزاياك الطاهرة أيها الشهيد

نعم كتبتُ فيك قصيدة لعلها الأولى في تهنئتك لصعودك خالدًا ماجدًا للسماوات العلى  وعلمتُ أن هذه الأرض ليست  لأولياء الله  ولأنت كما قال وفيٌّ لشهيده إبان اغتياله:

عفوًا، فإني إن رثيتُ فإنّني
أرثي بفاتحة الرثاء رثائي
عفواً، فإني مَيِّتٌ يا أيُّها
الموتى، ومرسي آخر الأحياء !
***
“مرسي الإباء” لقد نجوتَ بقدرةٍ
من عارنا، وعلَوتَ للعلياءِ
اصعـدْ، فموطنك السّماءُ، وخلِّنا
في الأرضِ، إن الأرضَ للجبناءِ

ولا أنسى وكيف أنسى تلك الغلواء الغادرة من بعض فئات شعبك الذين أخلصت لهم فتنمروا لما رأوا من سمو تعاملك معهم إذْ  كنت تتعاطى معهم سياسةً بنفس الأب الذي أمضَّه رهق أبنائه فظنوها ضعفًا وخورًا وما علموا أنهم فوتوا بغدرهم وتعاونهم الآثم فرصة تأريخيةً قد لا يجود الدهر بمثلها , و لربما لا يدور الزمان دورته وتحين فرصة اختيار فرعون جديد عبر صندوق(إني أخاف أن يبدل دينكم) أو صندوق مبارك ذي التسعات الأربع المشهورات.

سيدي الشهيد: القوم الذين لا يكملون ثورتهم لنهاية المطاف خير لهم ألاّ يشرعوا فيها ولا يخوضوا لجج فواقر قد تعود بهم مدى سحيقًا حيث لم يأخذوا للأمر أُهبته و للمقام عدته.

سيدي الشهيد : أما أني رُزِقت فراسة في الخَلْق , فقد لاح لي من معالم خلقك وصفحات وجهك الندي، صدق نيتك وسماحة ألطافك، فلذلك بادرت بزيارة أعتى نظام آذى العرب والمسلمين في هذا الحقبة المتأخرة _المئة عام المنصرمة_ حيث بادرتَ وزرتَ آل سعود قاصدًا وجه الذي أبوابه لا تغلقُ بيت ربنا ومهاجر رسوله صلى الله عليه واله وسلم

وقلتَ مالم يقله قبلك أحدٌ حتى “محتلو”  بلاد الحرمين_ آل سعود_ في  لزام الدفاع عن الحرمين والخليج وما القوم إلا غُدَرَةُ ضالعون في حياكة لعبةٍ من وراء إخلاصك.

سيدي الشهيد: الحياة عبرٌ -وأنا حينما أخاطبك –  فإني أخاطب الشهيد الحي  الذي راح جسده الطاهر وبقي فينا أرجُه وتضوعُ سيرتِه العذبة ولأن الحياة دروسٌ وعبرٌ فأول ما يجب أنْ يخلص إليه كل صاحب مُسكة من دراية بالرجال والتأريخ أن آل سعود لا يثق بهم إلا مخموم القلب أو من يسايرهم في غشهم وخداعهم لهذه الأمة، ولاريب أنك من الصنف الأول وهذه ضربة معلم أن من يمكن أن يهادن ويلاعب النظام بحسن نية أو يجاريه ليفيد منه فهو مرتكب لكبيرة من الكبائر السياسية لأن مقتضى السياسة الشرعية اليقظة والحصافة والوضوح لا تغليب الحسابات الضيقة.

سيدي الشهيد : سنة واحدة في ولايتك المنتخبة كانت انتخابًا نزيهًا شهدت به الدنيا واحتفلت بزهوها جنبات التاريخ، وقد كنتَ فيها الحرّ الصادق الأمين ومع هذا فهم لا يرتضون إلاّ اللصّ الماكرَ الذي يقتل الشعبَ ويفقره ثم يقولون : إنه شرعي , وأما الطرف الأقسى فهو من يبارك الطغيان باسم الله من تلك الطوائف الكهنوتية التي تنتضي لعاعها من أقبية المخابرات ودهاليز وزارات الداخلية وهم يقومون بدور يستحي إبليس من ممارسته وهم مازالوا منتعلين أمام ألوية العسكر لا لأنهم دخلاء بل لأنهم أقل رتبة من أئمة الضلال.

سيدي الشهيد : اقتضت السنة الربانية والسنن الكونية أن يكون في كلٍّ من الجماعات والأطياف رجال مهما بلغوا شأواً أو ندادةً فلا بد من شخصيات تفرض حبها على الجميع مهما اختلفت الوجهات وتباينت المناهج فلا في السلفية والسرورية والإخوان والصوفية والأشاعرة أنْ نجد من كانوا كلمة إجماع أنا وإن كنت لاأنتسب لأي منها ولكني أحبها وأنصرها وأناصرها ولكنك كنتَ بالنسبة لي أحد مواقع الإجماع من خيار هذه الأمة ..ياالله ما الذي دعاني لمثل هذه المنعطفات العاطفية ونحن في حدث جارح ؟ ولكن في الوقت نفسه  إن هذه الأحداث لاتفتُّ في عضد الواعين المتنورين حيث البلاء سنة ماضية ونهج يتضوع شممًا ولئن أُؤتي النشطاء وأهل المنهج الحقّ من شي فمن خلال  النسيان لقانون”ولكنكم تستعجلون” فالاستعجال خارق للمراحل وقطف للثمرة قبل أوانها وحري بمن هذا ديدنه ألا يستوي له أمرٌ.

سيدي الشهيد : ليلة الانقلاب على حكم مصرنا الرشيد وهي – لعمري – ليال لا أنساها – كادت – بل تقطعت نياط روحي وثار في أُوّار خلدي المدنف حيث أرى تجربةً فتية وقومي الأقربون راحوا شوطًا جميلاً ليس لأنهم إسلاميون فحسب ..كلا بل لأنّ الناس والأمة المصرية اختارت ولأول مرّة من يحكم كنانة الله من تختاره الأمة المصرية وقد مرّ في التأريخ ماهو خير من ذلك وهو اختيار سيدنا عمر لعمرو بن العاص وكيلاً له وعن الأمة على مصر وذاك عهد التنزيل الجليل وكان ذاك الإمام الكبيريرقب تصريف عمرو لشؤون البلاد مصححا ومهددًا لعمرو حيث إن هناك في المدينة الفاروق وذكرت ذلك في قصيدة لي عن سقوط البائد غير المبارك:

                    لم يزل لفاروقنا فيك قيلُ…     

      لم يزل عَمْرُنا يخلد ذكرى       وبذكر الفاروق يهتف نيلُ

سيدي الشهيد : تتداخل الحروف وتتماهي الكلمات وحيث أنا أعلم مضيَّك إلى الله شهيدًا مجيدًا.. إنما هو علامة على الطريق ، أنْ من هنا مروا وعلى النهج والطرْقِ فامشوا ولاتتوانى أمة في حمل المنهج وعبء الرسالة وثقل الأمانة إلا واستُبْدِلتْ بغيرها في لافتة ربانية واضحة  لامداورة فيها ولاممالأة (وإنْ تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا أمثالكم)وقبل أن أودعك قارئي ومن هذه الآية الكريمة مستطيعًا لأنْ أتجاوز ماقاله الإمام الشهيد سيدنا قطب حول هذه الاية”وإنها لنذارة رهيبة لمن ذاق حلاوة الإيمان، وأحس بكرامته على الله، وبمقامه في هذا الكون وهو يحمل هذا السرّ الإلهي العظيم. ويمشي في الأرض بسلطان الله في قلبه; ونور الله في كيانه; ويذهب ويجيء وعليه شارة مولاه.. 

وما يطيق الحياة وما يطعمها إنسان عرف حقيقة الإيمان وعاش بها ثم تسلب منه، ويطرد من الكنف وتوصد دونه الأبواب. لا بل إن الحياة لتغدو جحيمًا لا يطاق عند من يتصل بربه ثم يطبق دونه الحجاب. 

إن الإيمان هبة ضخمة، لا يعدلها في هذا الوجود شيء; والحياة رخيصة، والمال زهيد زهيد، حين يوضع الإيمان في كفّة، ويوضع في الكفة الأخرى كل ما عداه..  ومن ثم كان هذا الإنذار أهول ما يواجهه المؤمن، وهو يتلقاه من الله.. “

من أي بوابات مجدك أدخل        وبأي ثوب في رحابك أرفلُ

وبأي قافية أصوغ مشاعري        وبذهــن أي قصـيدة أتامــلُ

 من المفترض أن تكون هذه الأبيات تقدمة للمقال ولكن أوردتها هنا كي أوصل رسالة أني بعدُ لم أسفح كل ما في خاطري تلقاء هذا الحدث.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. تستحق لقب شهيد الأمة فنالها وفاز ورب الكعبة فاز مرسي. وخسر وكر الدبابير المتعفن لتنكشف كل الاقناعة والاحلاف الوثنية وانظمة العهر والاستبداد وانكشفت علاقاتهم بالكيان الصهيوني وشبكات الفساد ..خفوه فخلعوه فاخفوه ولما عجزوا عنه قتلوه …لكننا رآناه شهيد الأمة …وقلنا فيه

    ……قتلوك عمدا في السجون وغيلة
    أخفوا الحقيقة أنكروا البرهان
    ***
    لم يعرفوا مقدار فكرك والتقى
    ان الظلوم سيحصد الخسران
    ***
    أحبابنا صلوا صلاة الغائب
    ان الشهيد يرتل القرآن
    ***
    اخواننا لا تبخلوا بدعائكم
    أن الصلاة سترفع الانسان
    ***
    قد خاب جمع بالسكوت عن الأذى
    يوم الكريهة أعلنوا العصيان

    سلكوا طريق الذل بعد توهم
    باعوا العدالة طففوا الميزان

    رانت على قلب الكثير غشاوة
    تبا لهم لم يعرفوا الاحسان

    الفاضل الكثيري ..تونس.

  2. إلى الرئيس الشهيد محمد مرسي شهيد الأمة في زمن الوثنية الجديدة وثالوث الحقد المقدس … الطائفية الصهيونية والاستبداد …

    قتلوك عمدا في السجون وغيلة
    أخفوا الحقيقة أنكروا البرهان
    ***
    لم يعرفوا مقدار فكرك والتقى
    ان الظلوم سيحصد الخسران
    ***
    أحبابنا صلوا صلاة الغائب
    ان الشهيد يرتل القرآن
    ***
    اخواننا لا تبخلوا بدعائكم
    أن الصلاة سترفع الانسان
    ***
    قد خاب جمع بالسكوت عن الأذى
    يوم الكريهة أعلنوا العصيان
    ***
    سلكوا طريق الذل بعد توهم
    باعوا العدالة طففوا الميزان
    ***
    رانت على قلب الكثير غشاوة
    تبا لهم لم يعرفوا الاحسان
    ***
    سيزول حكمك يا ظلوم وتنتهي
    وتثور أمة وتوقد الوجدان

    د.الفاضل بن الكثيري

  3. من مراثي الحياة

    دعوني أسوق إليكم رفاتي
    على جنب قبر بيوم مماتي

    فبثوا بخير كلام حياتي
    وقوموا بترتيل ذكر وفاتي

    وهزوا معي مصحفي في سكون
    يكون رفيقا كيوم حياتي

    ولا تظلموا كل عبد آتانا
    فنحن عباد بكل الصفات

    ورثنا الحياة تدور سريعا
    وهذا الزمان كفيل الهواة

    فإن حان وقت كوقت الرحيل
    فهبوا جميعا بعزم الكماة

    وقولوا سلاما عليه سلام
    فقد عاش في الناس غير الغلاة

    فعاش محبا نزيه اليقين
    كذا يشهد الفعل كل الرواة

    ومر كريما كجو الربيع
    ومات عزيزا بكل الثبات
    **🌿
    دعوني أسوق سنينا طوال
    كساها العذاب كساها الدمار

    فبات أنينا لوجع الدهور
    جراحا تنز وحقدا يثار

    فليت الزمان يعود قليلا
    فيخبر بالحق كيف تدار

    ويخبر انا جلسنا هناك
    على الشوك يوما فلا مستجار

    ويأتي لنا كل شيء قبيح
    بلون كريه يراه الصغار

    سألت الحياة سؤال العقول
    فتاه السؤال وضاع الكبار

    أيا أم هل تعرفين حبيبا
    إلى الشوق يهفو بقلب يغار

    أيا أرض هل تعرفين نباتا
    جفا عنه في الأصل ذاك الغبار
    **
    دعوني أسوق إليكم شعوبا
    تهاجر كالطير خلف البحار

    وتهرب من ظلم حكامها
    وظلم القضاة كضوء النهار

    يزيلوا الحقوق برأي خطير
    وحيف شنيع بكل المسار

    فبات الحمام جليس الحبوس
    وساد الظلام ظلام الدمار

    وضاق الفضاء بهذا الجميع
    ولون الجروح بتلك الديار

    فلا عز في مصر بعد انقلاب
    ولا شام فيها سنام القرار

    وتبكي الجزيرة هولا لحال
    تدرج باللؤم كل الصغار

    فلا قدس ترجو صداكم قريبا
    ولا حزب فيهم نقي الخيار

    قتلتم منانا بكل سبيل
    جفاكم زماني بكل احتقار

    أزلتم من الناس كل بصيص
    من النور يهفو بكل الوقار

    وصرتم ركاما لكل بليد
    سفيها حقيرا عديم القرار

    ألا أيها الظالم المستبد
    سيأتيك يوم بدون الفرار

    د.الفاضل الكثيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى