أبطال: بخط إيماني صادق

نعم أبطال يثيرون العجب، خط إسلامي يثير الغرابة، نهج شرعي يثير الانتباه.
ما هؤلاء، ما هذا الخط:
جماعة تأسست بعد سقوط الدولة العثمانية بعد سقوط خلافة دامت ٣ قرون واستباحة دول الاستعمار عسكريًا وفكريًا واقتصاديًا أمتنا المسلمة فانبرى شاب من شباب أرض الكنانة غيرة وحمية للإسلام من بين براثن الاحتلال الإنكليزي ومن بين جحافل الملك فاروق فكان مجددًا ناصرًا وإمامًا ومرشدًا (حسن البنا) رحمه الله، هذا الشاب الذي جدّد الله على يديه دماء أمّة والتف حوله جمعٌ من العلماء والمثقفون والمبدعون، أسس جماعة عقيدتها القرآن والسنة ومبادئها النصر أو الشهادة، عنوانها الإسلام والاعتدال، فلم يرق للمنافقين في مصر ولم يرق للمستعمرين البريطانيين، فأرادوا القضاء على هذا خط بقتله فارتقت روحه الشريفة في ليلة ظلماء أنارها بإيمانه.
هل انتهى هذا الخط؟ لا.
لن ينتهي خط عنوانه الإسلام، مبادئه الإخلاص لله، مصادره القرآن والسنة، فمضت هذه الجماعة أقوى، مدججة بجماهير من المسلمين وهي من كان لها الدور في الجهاد ضد المغتصبين الإنكليز، وتستمر قوافل الشهداء حتى سقطت على أياديهم وبمساعدتهم سلطة الفاروق الفاسدة العميلة، بما يسمى انقلاب الضباط الأحرار ١٩٥٢ ليتغير من جديد نظام ونهج ونمط سياسي جديد، لتسطّر الجماعة من جديد أروع صور الوفاء والجهاد والوطنية ومناهضة مجرم جديد ودكتاتور حديث مملوء بالحقد والظلم، العبد ناصر فقتل وسجن وعذب آلاف المسلمين ومئات العلماء والمثقفين والشيوخ فقط لأنهم يقولون ربنا الله، وأراد كسابقيه الانقضاض على الجماعة وإبادتها. فأظهر لها الله شخص مؤمنًا وكاتبًا فذًّا وقائدًا محنّكاً، شخصًا تربّى تحت ظلال القرآن، منيرًا للطريق في معالمه، باحثًا عن العدالة الاجتماعية في كتابته، صاحب التصوير الفنّي للقرآن، إنه السيد قطب، هذا الشخص وهذه الشخصية التي قتلت الظالمين بكلماته المرعدة وجمله الصارخة واستشهاداته بآيات القرآن الكريم القارعة ليوضع في السجن في غرفةٍ ظلماء منعزلًا برئة واحدة وفي عز مرضه وفي آخر لحظات عمره وهو يرفض أن يشير بسبابته التي يشهد بها لله، بأن تشهد للظالمين ويعدم.
هل انتهى هذا الخط؟ لا.
وتمضي الأيام من جديد بعد انتكاسات عبد الناصر مع الصهاينة.
ومضت الأيام والظلم هو الظلم والحق هو الحق ومضت الجماعة تنافح وتجاهد ومضت تنافح المستبدين وانتهت أيام السادات وابتدأت أيام اللا مبارك واستمر على نهج الظلم ونهب مقدرات الشعب وسرقة قوت الفقراء لتبدأ صفحة من صفحات النضال الإسلامي ضده استمرت ٢٣ سنة من السجون والتعذيب والترهيب فكانت ثورة ٢٥ يناير المباركة لتسطر أروع آيات البذل والصبر والجهاد وتقارع بلطجية وأمن النظام إلى أن اضطر مكرها غير مختار الرضوخ إلى ثورة المساكين، ثورة الجياع، ثورة الشباب، بقيادة هذه الجماعة ورغم كل دعم، الغربي والشرقي للعلمانية للانقضاض على الثورة إلا أن الشعب اختار بإرادته الحرة ولأول مرة في تاريخه بطل من أبطال الإسلام في العصر الحديث، الحافظ لكتاب الله المهندس الدكتور الشهيد بإذن الله محمد مرسي. هذا الإنسان الذي بدأت على يديه إشراقات إسلامية وتقدُّم حضاري لمصر، وسمح للمعارضة والإعلام، ورغم كل الضغوط استمر…
ولكن كيف يروق لدول الشر أن ترى لدولة مسلمة تتقدم وتنتج وتتطور باسم الإسلام. كيف يروق للخليج الأمريكي وللغرب أن تقوم دولة مسلمة عمادها شباب مسلمين مسالمين معتدلين. فكان انقلاب ٣٠ يونيو المشؤوم بخيانة وزير الدفاع السيسي المجرم الظالم وبخيانة شيخ الأزهر وحزب الزور والبهتان.
ليختطفوا الرئيس الشرعي المنتخب ويقوموا بمحرقة وجريمة شنيعة في النهضة ورابعة ويقتلوا الأطفال والنساء بانقلاب كان بمباركة الراقصات والممثلات وشيوخ الظلام ودول الشر.
وها هي اليوم مصر تعود إلى أيام حمزة البسيوني وعبد الناصر.
ويبقى هذا الخط مضحيًا منافح حتى وإن وضعوه على قائمة إرهاب أمريكا والسعودية.
لترتقي روح الشهيد بإذن الله محمد مرسي إلى بارئها مظلومة وصابرة موحدة من جور قضاة الأرض إلى مرافعات عدالة السماء.
هذا الخط لن ينتهي بوفاة الدكتور محمد مرسي كما أنه لم ينتهي باستشهاد الذين سبقوه.
بل سينتهي السيسي وزبانيته وستركنهم الأيام إلى مزابل التاريخ.
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
رحم الله الدكتور محمد مرسي وأسكنه الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين.