مقالات

ظواهر إرهابية مدهشة

الدكتور عزت السيد أحمد

كاتب ومفكر سوري
عرض مقالات الكاتب

اعتدنا علىٰ مدار عشرات السِّنين المنصرمة أن نقرأ كتباً أو مقالاتٍ أو نتابع برامج تلفزيونيَّة تحمل عناوين من قبيل: ظواهر علميَّة مدهشة، ظواهر فيزيائية مدهشة، ظواهر فلكية مدهشة… وهلم جرًّا. أريد أن أخرج من هٰذا التَّقليدية البليدة وأفتح موضوع الظواهر الإرهابية المدهشة.

دعوني أبدأ من المفاجأة مباشرة؛ من الظَّاهرة الإرهابية الراهنة التي تشغل الجميع وهي تفجيرات ناقلات النِّفط في الخليج العربي.

ما رأيكم إذا قلت لكم: إنَّ تفجيرات ناقلات النفط في الخليج العربيِّ في الأسابيع الأخيرة إنما هي اقتراح وتخطيطٌ خليجي من دولتين معينتين، وتنفيذ إيرانيٌّ، وغطاء أمريكي.

لماذا؟

هٰذا التَّصعيد واتهام إيران الواضح والصَّريح، وهي بطبيعة الحال الْمُنفِّذ المباشر، يهدف إلىٰ حشد الشُّعوب العربية وتجييشها لتشجيع الحرب الخليجية ضدَّ إيران. وهٰذا ما ستفعله أو علىٰ الأقل تسعى لفعله هاتان الدولتان الخليجيتان، ستحاربان إيران.

معادلة معقدة فيما يبدو للكثيرين: الخليجيون يخططون والإيرانيون ينفذون والهدف الحرب بَيْنَ الطرفين!!

والسؤال كيف ستحاربان إيران وكيف تشترك في مؤامرة ضدَّ نفسها؟

الأمر بسيطٌ وسهلٌ وواضحٌ، ستقوم هاتان الدولتان الخليجيتان بمحاربة إيران علىٰ الأرض السورية، ومن أجل ذٰلكَ ستقومان بإرسال تعزيزات عسكريَّة إلىٰ سوريا، وغالباً لن تشارك في الحرب مباشرة، إذ ستقومان بدعم ميليشيات وجبهات موجودة، وإحياء ميليشيات ميتة، واستحداث ميليشيات جديدة وإمدادها كلها بأسلحة نوعيَّة من مختلف الأنواع، وتوجد بعض بوادر ذٰلكَ الآن بخبثٍ شديد يستخدمونه في محاربة النظام الآن… كل ذٰلكَ علىٰ أساس أنَّهُ لمحاربة إيران وهزيمتها في سوريا.

ولٰكنَّ المفاجأة ستكون بأنَّ هٰذا التجييش والحشد والتحشيد والسلاح والتسليح ليس أبداً لمحاربة إيران وإنما لمحاربة تركيا، يعملون وسيعملون أكثر علىٰ توريط تركيا بأيِّ حرب أو مواجهة تكون طعماً ومفتاحاً مع النظام السوري أو مع هٰذه الميليشيات وعلىٰ رأسها القوى الكردية التي كان في زيارتها هٰذا اليوم 15 حزيران 2019م تامر السبهان وزير الدولة لشؤون الخليج العربي بوزارة الخارجيَّة السعودية، وقد علقت وسائلُ إعلام وناشطون بأنَّ الغرض من هٰذه الزِّيارة دعم هٰذه الميليشيات لمحاربة إيران. وهٰذا تضليل إعلامي اعتدنا عليه ولا يقع فيه إلا السذج بمحرك دفع رباعي.

هكذا تُصْنَعُ الظواهر الإرهابية وهكذا تستثمر.

الحقيقة التي يجب أن نحشد لها ونعززها هي أنَّ الذي يدافع أرضه أو دينه أو وطنه أو ماله أو عرضه ليس إرهابيًّا ولا يجوز أن يسمى إرهابيًّا. وعلىٰ هٰذا الأساس انظر إلىٰ الأمور قبل أن تبدأ التفكير والتحليل والتَّدبير.

لنبقى في هٰذه الظاهرة الإرهابية الأخيرة لنشرح بعض مفردات العنوان الأساسية. قلت: «تخطيط خليجي». ما الدليل علىٰ ذٰلكَ؟

الدليل علىٰ ذٰلكَ هو النتيجة التي تبدو واضحة بدليل زيارة السَّبهان اليوم وما يشاع عنها، والدليل أنَّ إيران بجوارهم فلماذا يحاربونها في سوريا وجبهاتهم أسهل وأوسع ومضمونة أكثر؟ أيضاً بدليل أنَّ الحوثيين ذراع إيراني لم يعجزوا عن هزيمته بل عملوا علىٰ تعزيز قوته ومواقعه والأدلة ظاهرة لمن يتابع ويعلم الحقائق. وكلُّ من يظنُّ أنَّهُم يحاربون الحوثيين فهو واهمٌ وقد أبنت ذٰلكَ ووضحته مراراً منذ بداية عاصفة الحزم… والأدلَّة كثيرةٌ لا أستفيض فيها، وقد بل سيوجد من يحاول إيجاد تخريجات لهذه الأدلة، لن أخوض غمارها لأنَّ أن تخريجة مردودة بأدلة أكثر قطعاً مما ذكرناه. وأصلاً الخليجيون الآن يجاهرون ولا يخفون ويتباهون لا يخجلون بأنَّ تركيا هي عدوهم… وفي الوقت ذاته كل كلامهم عن العداء مع إيران مليء بالتناقضات ناهيكم عن السلوكات.

ولا أطيل في هٰذه الفكرة فإنَّهَا أمرٌ يستصعب الكثيرون تصديقه أو تقبُّله. وإنما أقول من جديد إنَّهُم يقومون بدور إبليس الذي لا أحد يكتشف دوره، وعلىٰ أيِّ حالٍ فإنَّ بعض التَّسريبات الأخيرة تبين هٰذه الحقيقة. منها علىٰ سبيل المثال أنَّنا اكتشفنا منذ أيَّام فقط أن صفقة القرن كانت اقتراحاً من دولة بل دولتين خليجيتين كشفت الصحافة الأمريكية أنَّ الإمارات العربية المتحدة طرفاً منهما. وأكرِّر لا أريد الإطالة في هٰذه الفكرة لأنَّها عويصة.

قلت أيضاً: «بتنفيذ إيراني». وأعني بذۤلكَ أنَّ التنفيذ إيراني إيراني وليس حوثيًّا بالضَّرورة كما يشاع. تخيل أنَّ الحوثيين يرسلون طائرات بلا طيار من اليمن إلىٰ الخليج العربي قاطعة مسافات هائلة سواء أبتحكم من اليمن أم تحكم ذاتي وتصل إلىٰ هدفها في أقاصي الخليج العربي بهدوء وأمان وطمأنينة وسلام وتنقضُّ علىٰ الهدف والكل يبسم لها ويصفق! سواء أكانت بتحكم من اليمن أو بتحكم ذاتي فإنَّ الموضوع أمام تساؤلات ارتيابية كثيرة وكبيرة. قطعاً التنفيذ إيراني مباشر وينسب إلىٰ الحوثيين للضَّرورات الإعلاميَّة لا السياسية. والغطاء أمريكي.

نعم، بغطاء أمريكي. والأدلَّة هنا أيضاً أكثر من أن تحصى، والكلام في ذٰلكَ أكثر مما يتخيَّله الجميع. تخيَّل بداية أنَّ أمريكا العظمى خلال عشرين دقيقة اكتشفت الأدلة القاطعة الجازمة الحاسمة كلها علىٰ أنَّ ابن لادن هو من قام بتفجيرات أيلول، وخلال ساعات تجهزت للحرب علىٰ أفغانستان وبدأتها بعد أيام قليلة، بَيْنَما هي منذ عام 2013م وإلىٰ الآن ما زالت في حالة شكِّ في أنَّ النِّظام السوري يمكن أن يكون قد استخدم السلاح الكيماوي في غوطة دمشق… هل فهمت الآن معنى الغطاء الأمريكي؟ هٰذه صورة من الغطاء الأمريكي… لا تعجب راجع تصريحاتهم الأخيرة في هٰذا الموضوع.

انتبه الآن. ناقلات النفط تحت الحماية الأمريكية، وتاريخيًّا تعدُّها أمريكا جزءاً من السيادة الأمريكية… وإيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز، ومنطقيًّا هي المتهم الصريح الوحيد في الموضوع، والأقمار الصناعية الأمريكية تغطي المنطقة حَتَّىٰ تحت الأرض… ومع ذٰلكَ تعلن أمريكا عجزها عن تحديد المتهم بهٰذه التفجيرات، هي علىٰ لسان بعض مسؤوليها ترجح اتهام إيران، وعلىٰ لسان بعض آخر منهم تنفي، وعلىٰ لسان بعض ثالث أمر يحتاج إلىٰ التحقق…

أسأل الحكماء من الخبراء: منطقيًّا وعلىٰ افتراض وجود عداءٍ حقيقيٍّ بَيْنَ إيران وأمريكا: هل تجرؤ إيران علىٰ استفزاز أمريكا هٰذه الاستفزازات الشَّديدة في ظلِّ الانهيار الاقتصادي الإيراني بسبب الحرب الاقتصادية الأمريكيَّة عليها، وفي الوقت الذي يتطاير فيه الشرر من عيني أمريكا ضدَّ إيران، مع الحصار السياسي والاقتصادي والثقافي وقرع طبول الحرب العسكرية وحشد أكثر من ألف وخمسمئة عسكري أمريكي في الخليج العربي لاحتلال إيران؟ ألف خمسمئة عسكري ولم أخطئ في الرقم. هٰذا إعلان ترامب ووزير دفاعه وليس من عندي.

وفي المقابل أسأل أيضاً: كيف تسكت أمريكا وهي ترى كرامتها وعزتها وكبرياءها تذبح وتسفح وتراق علىٰ أرض الخليج العربي الذي ما فتئت منذ سبعين سنة تقول إنَّهُ تحت الحماية الأمريكية، وإنَّهُ شبه جزء من السيادة الأمريكية وإنَّها أيضاً تحميه.. ومنذ سنتين ثقب ترامب طبول آذان العالم وهو يصرخ أنَّهُ يحمي دول الخليج العربي، وأنَّهُ لولا حمايته لما بقيت هٰذه الدول يوماً واحداً؟

منذ ظهرت أمريكا علىٰ الساحة مع الحرب العالميَّة الأولى اشتهرت بأنَّهَا لا تسكت علىٰ إساءة… المتابعون يذكرون كيف أن أمريكا تضرب فوراً في أيِّ مكان في العالم؛ بحقٍّ أو بباطلٍ، لكي لا يقال إنَّهَا سكتت علىٰ إهانة أو عدوان… عندما لا تعرف من المعتدي تقوم بتلبيس التهمة لأي طرف وتؤدبه علىٰ الفور لتقول إنَّهَا ثأرت وانتقمت بسرعة خاطفة… أما اليوم فالمتهم واضح صريح ومع ذٰلكَ يتهربون من الانتقام والثأر بل المضحك حَتَّىٰ تشقق الأشداق أنَّهُم يتهربون حَتَّىٰ من الدفاع عن النفس. ما هٰذا الهراء؟ أهذه هي أمريكا؟ ألهذه الدرجة أصاب أمريكا الهوان؟

لا، أبداً. هي منسجمة مع ذاتها تماماً ولٰكنَّ الذواكر السمكية والعقول السميكة مستغلقة علىٰ الفهم… الفهم سهل ولٰكنَّ تلافيف الأدمغة تالفة.

وعلىٰ هٰذا الأساس الأخير، قد يقول قائل، وهٰذا هو الحق: لا يوجد بَيْنَهما أيُّ عداء.

حسناً، إذا كان الأمر كذٰلكَ فكلُّ ما كان إذن كان بتنسيق تلازمي بَيْنَ الطرفين… بل الأطراف الثلاثة.

ظاهرة تفجير ناقلات النفط تذكرنا بظاهرة إرهابية أُخْرَىٰ بلغت ذروتها عام 2011م. مصادفة جدُّ عجيبة أن يتزامن استفحال ظاهرة قرصنة البواخر الكبرى؛ تجارية سياحية سياسية… مع بدء الربيع العربي واشتعاله في أربع دول معاً.

تخيَّل الآن بضعة قراصنة لا أحد يعرف عددهم سوى أنَّهُم بضعة قراصنة وليسوا دولة قد شنوا في عام 2011م أكثر من 239 هجوماً مسجلاً واختطفوا 11 سفينة شحن كبيرة، يعني بارجة وليس قارب صيد سمك سردين بيتوتي، واحتجزوا 216 بحاراً، وأخذوا ما لا يقل عن مليون دولار فدية لكل سفينة… وفجأة اختفت هٰذه الظاهرة واختفى القراصنة… انتشرت السفن الحربية الغربية لحماية الطريق واحتكرت حَتَّىٰ صيد الأسماك علىٰ هٰذا الطريق.

من هم هٰؤلاء القراصنة؟

ما حقيقتهم؟

كل ما نعرفه أنَّهُم قراصنة صوماليون وكفى الله المؤمنين القتال.

وماذا اختفى أيضاً من الظواهر الإرهابية المدهشة؟

منذ أواخر ستينيات القرن الماضي بدأ سكان الفضاء بتهديد كوبنا وغزوه بالأطباق الفضائية التي نزلت في ألمانيا وفرنسا وبريطانية واستراليا حَتَّىٰ أمريكا ذاتها ما خافوا منها وأنزلوا أطباقهم الفضائية فيها.

وانشغل العالم سحابة نحو ثلاثين سنة وتزيد بالغزو الفضائي والأطباق الفضائية، وشهود العيان الذين اندهشوا وانشدهوا وانشدخوا وانشرخوا وأكثر محقون فيما حدث لهم فيما يبدو.

الغريب العجيب الذي لم يثره أحد في تلك الأيام ولا حَتَّىٰ الآن فيما أظن ولا أقطع هو أنَّ هٰذه الأطباق الفضائيَّة لم تنزل في الاتحاد السوفيتي، ولم نجد أبداً من تكلم على نزول أيِّ طبق فضائي في الاتحاد السوڤيتي وإن كنت لا أذكر إن كان حدث مثل ذٰلكَ في دولة من معسكر السوڤييت.

ليس هٰذا المهم الآن. المهم الآن هو أنَّ هٰذه الظاهرة التي أدهشت العالم وشغلت العالم وألهمت الروائيين مئات بل آلاف الروايات، وألهمت السينما بألاف ورُبَّما عشرات آلاف الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية… ناهيكم عن الأخبار والتحليلة والبرامج والندوات… وبعد ذٰلكَ كله اختفت هٰذه الأطباق فجأة ولم يعد لها وجود!!!

ما إن انهار الاتحاد السوڤيتي حَتَّىٰ اختفى أخبار الأطباق الفضائية، وانتهى قدومها من الفضاء إلىٰ الأرض!!!

هل يئس الفضائيون من احتلال الأرض؟

هل عجزوا عن احتلالها؟

هل غيروا رأيهم؟

أم أنَّهُم باتوا عاجزين عن القدوم إلىٰ الأرض؟

هل يعقل أنَّهُم كانوا متطورين قادرين علىٰ القدوم إلىٰ الأرض بسهولة وفجأة باتوا متخلفين عاجزين عن الوصول إلىٰ الأرض؟

طبعاً معقول وستين معقولاً. ألم يذهب الأمريكان والروس إلىٰ القمر ويهبطوا علىٰ سطحه وسجلوا ذٰلكَ بالصوت والصورة والابتسامات العريضة وغرز العلمين علىٰ تراب القمر قبل تمام الخمسين سنة (1969م) ومنذ ذٰلكَ الحين لم يستطيعوا أن يعيدوا الكرة ولا نصف مرَّة ولا حَتَّىٰ ربع مرة؟ وفي الوقت ذاته لا يفتأون يفتقون رؤوسنا بحديثهم عن بناء فنادق علىٰ المريخ وتسجيل أسماء المكتتبين لزيارة المريخ… ويشترط في الراغبين في زيارة المريح الحصول علىٰ شهادة حسن سيرة وسلوك من المختار وشخصين من أبناء الحي مشهود بنزاهتهم… حريصون علىٰ سمعتنا أمام سكان الفضاء الذين قد يتلقون بهم في فنادق المريخ.

أحياناً تأخذك الدهشة فلا تعرف من المجنون ومن العاقل.

من الإرهابيون بعد ذٰلكَ أيُّهَا السادة؟

سؤال حير البصارين والبراجين والرمالين.

رجل يدخل إلىٰ مسجد, الناس فيه تصلي ببراءة تامة الأركان ويبدأ بإطلاق النار عليهم بدم بارد ويقتل العشرات الكثيرة لا القليلة وهو يصور ذٰلكَ بافتخار وينقله علىٰ الهواء مباشرة بثقة ووثوقية عجيبة… يعرف أنَّهُ لا يستطيع أحد أن يدافع عنه نفسه…

ولولا أن قَّدر الله وقامت رئيسة وزارء الدولة التي حدثت فيها الجريمة بإدانة المجزرة وتصعيد خطابها في ذٰلكَ لمرت المجزرة بهدوء مثل عشرات بل مئات مماثلة لها في  المبدأ: الضحية مسلمون والجزاء غير مسلم… التبرير الحاضر دائماً؛ سكران، مختل نفسيًّا، مأزوم ماليًّا، زعلان من النسوان… وهلم جرًّا من هٰذه التسطيحات المقرفة… وصف واحد لا يطلقونه علىٰ مثل هٰذا السفاح ولا يفتحون باب إطلاقه عليه وهو وصف الإرهاب… قطعاً لا يقبلون بذۤلكَ لأنَّه يرونه عملاً مقدساً، يرون مثل هٰذه المجزرة واجباً وطنيًّا وإانسانيًّا في وقت واحد. لتتأكد تابع الموضوع في إفريقيا الوسطى ومالي ومينمار وسوريا والعراق واليمن ومصر وأندونيسيا وهلم جرًّا.

أي عمل ضد الإسلام مهما بلغ من الشناعة والشدة والبشاعة والوحشية لا يسمونه إرهاباً. بينما إذا دافع المسلم عن نفسه بيده ضد سلاح خفيف أو ثقيل يسمونه إرهابيًّا. أرأيت إلىٰ مجزرة نيوزلندا؟! لو أنَّ مسلماً واحداً دافع عن نفسه أمام هٰذا الجزار ونجا أو حال دون تمام المجزرة لتحولت أنظار العالم كلها إليه متسائلة عن وحشيته وعنفه ودمويته التي استطاعت إيقاف مسلح برشَّاش مدجَّج بالرَّصاص.

وسط هٰذه الزَّحمة هل فكَّر أحدنا أن يعيد نظره في مفاهيمه الخاطئة عن الإرهاب؟

هل فكر أحدنا أن يخرج من الدوامة الغربية التي تشيطن الإسلام ذاته لا ما يسمى جماعات إرهابية؟

أيعقل أنَّ المسلمين المتنطِّعين لشيطنة الإسلام بالطَّريقة الغربيَّة ذاتها لم يشاهدوا أيَّ مسؤولٍ غربيٍّ يرى أنَّ كلَّ مسلم هو إرهابيٌّ، بل من يقرر منهم صراحة أنَّ هناك مليارا وخمسمئة مليون إرهابي في العالم هم بطبيعة الحال المسلمون كلهم. يعني يا فهمان يا ابن الفهمان أيُّ منسوب للإسلام فهو إرهابي حَتَّىٰ العلماني وحَتَّىٰ من لا يعرف جهة القبلة ومن لا يعرف أوليات الإسلام… متى ينتهي المنام.

د. عزت السيد أحمد: كاتب ومفكر عربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى