مقالات

ورشة عمل البحرين.. التطبيع الكامل دون مقابل.

د. عبدالنبى عبدالمطلب*



من المقرر أن تستضيف مملكة البحرين بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية ورشة عمل اقتصادية تحت عنوان «السلام من أجل الازدهار» في المنامة وذلك يومي 25 و26 يونيو ٢٠١٩.

وتهدف الورشة كما أعلن وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين «إلى التوافق حول رؤية توفر للفلسطينيين فرصاً نوعية جديدة لتحقيق إمكانياتهم الكاملة.
وتأمل الأطراف المنظمة لهذه الورشة إلى جمع القادة من جميع أنحاء الشرق الأوسط لبحث سبل تعزيز النمو الاقتصادي والفرص المتاحة للشعوب في هذه المنطقة المهمة».
ومن أهداف ورشة العمل يتضح أن المعنى بالتجمع هنا هم قادة الدول العربية، وإسرائيل.
ورغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين غالبية دول الخليج وإسرائيل، فمن الواضح أن إسرائيل ستكون الطرف الأهم فى ورشة العمل هذه.
وتشير التسريبات إلى وجود وعود بضخ ما يزيد عن ١٠٠ مليار دولار كاستثمارات فى منطقة الشرق الأوسط بما يضمن تحقيق معدلات تنمية مرتفعة فى المنطقة تضمن حياة كريمة وآمنة للمواطن العربى والإسرائيلي على حد السواء.
وهذا يعنى ببساطة إنهاء القضية الفلسطينية للأبد.
وربما هنا بعض الأسئلة الهامة منها:
أولا: ماهو حجم الاستثمارات العربية فى أذون وسندات الخزانة الأميركية؟
ثانيا: ألا تستطيع الدول العربية الضغط من خلال هذه الاستثمارات على صانع القرار الأمريكى لإجباره على إتخاذ موقف عادل تجاه القضية الفلسطينية؟
ثالثا: ألا تستطيع الدول العربية من خلال المجلس الاقتصادى والاجتماعى بجامعة الدول العربية ضخ ١٠٠ مليار دولار لتنمية المثلث الحرج( مصر، الاردن، فلسطين، السودان).؟
صحيح أن البعض يقول ان صفقة القرن ستمر كما مرت غيرها الكثير من المبادرات ( معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، الشرق الاوسط الجديد، السوق الشرق اوسطية، المبادرة العربية للسلام، وغيرها).
لكن الواضح أن إسرائيل استفادت كثيرا من كل هذه الأحداث.
فبعد معاهدة السلام عقدت إسرائيل علاقات دبلوماسية وتجارية واستثمارية كاملة ومميزة مع كافة الدول الإفريقية التى كانت ترفض إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل احتراما لمصر.
وبعد مؤتمر السوق الشرق اوسطية، انفتحت إسرائيل بشدة على دول الخليج، وتمكن الكيان الإسرائيلى من التواجد على شاشات الفضائيات العربية ليخاطب المواطن العربى مباشرة.
وبعد مبادرة الملك عبدالله للسلام أصبحت إسرائيل صديقا مقبولا لكافة دول الخليج، بل وأصبحت إسرائيل تعرض نفسها كوسيط مقبول بين الأطراف العربية المتحاربة.
واعتقد ان ورشة عمل البحرين ستساهم فى التطبيع العلنى والكامل بين كافة الدول العربية وإسرائيل وهو أمل كانت إسرائيل على استعداد لدفع أى مقابل لتحقيقه.
الآن ستحصل على التطبيع الكامل دون مقابل.
بل اعتقد ان هذه الورشة سوف تزيد من الصراع العربى العربى.
فهناك دول عربية ستحضر ورشة العمل، ودول عربية ستقاطعها

د. عبدالنبى عبدالمطلب: خبير اقتصادى مصرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى