مقالات

سفير الوطنية المصرية

فقدت الساحة السياسية المصرية واحداً من أبرز رموزها وعلماً من أعلام الدفاع عن السيادة الوطنية المصرية ومدافعاً شرساً عن المال العام والحقوق المصرية في كل المحافل المحلية والدولية بلاكلل أو ملل أو فتور..إنه سعادة السفير إبراهيم يسري الذي وافته المنية صباح يوم الإثنين العاشر من يونيو\حزيران 2019 عن عمر89 عاما قضي جلها في الدفاع عن قضايا الوطن وسيادته وحقوقه وحريته..
كان السفير إبراهيم يسري رحمه الله سفيراً لمصربالجزائر ومساعدا لوزير الخارجية ومدير إدارة القانون الدولي والمعاهدات الدولية بوزارة الخارجية ..
نضاله الوطني:
كان رحمه الله عضواً في اللجنة القومية لطابا التي تولت مسؤولية إعداد خطة العمل والوثائق والمستندات اللازمة لتعزيز وجهة نظر مصر حول قضية طابا أمام هيئة التحكيم الدولية من جميع النواحي القانونية والتاريخية والفنية,ونجح في إستعادة الوطن لطابا عبر التحكيم الدولي ورفع العلم المصري عليها في 19 مارس\آذار عام 1989..ومن المواقف اللافتة والمشرفة لسعادة السفير أنه رفض إستلام وسام الجمهورية من الدرجة الأولي من عدلي منصور عام 2014 تقديراً لدوره في إستعادة طابا لأنه جاء من السلطة العسكرية الإنقلابية ولأنه فهم أن منحه الوسام هو محاولة لتجميل الوجه القبيح للإنقلاب العسكري..
في عهد المخلوع حسني مبارك أسس حملة “لالبيع الغاز للكيان الصهيوني” وكان منسقا لها وترأس رافعي الدعوي القضائية أمام مجلس الدولة ضد وزارة البترول ورئيس الوزراء ووزارة المالية لإلغاء صفقة تصدير الغاز لإسرائيل..
أقام الراحل رحمه الله دعاوي قضائية ضد إغلاق معبر رفح وضد إغلاق الشوارع المحيطة بمنزل السفير الإسرائيلي في حي المعادي جنوبي القاهرة وكذلك الشوارع المحيطة بالسفارة الأميريكيلة في حي جارن سيتي بوسط القاهرة..
قاد معارك وطنية كبيرة في أروقة المحاكم للدفاع عن حق مصر في مياه النيل خصوصا بعد توقيع الخائن السيسي علي إتفاقية سد النهضة مع إثيوبيا والسودان عام 2015 ورفض نقل السيادة المصرية علي جزيرتي تيران وصنافير للسعودية بعد تنازل السيسي عنهما..
في أكتوبر\تشرين الأول من عام 2017 طعن السفير الراحل علي الحكم اصادر من محكمة القضاء الإداري بعدم إختصاص مجلس الدولة بالرقابة علي إتفاقية ترسيم الحدود البحرية الإقتصادية التي وقعتها مصر مع قبرص عام 2003 واتفاقية تقاسم مكامن الهيدروكربون بين البلدين عام 2013..
كان من أبرز المعارضين لسياسات الرئيس المخلوع حسني مبارك وعنصرا رئيسيا وفاعلا في كل الحركات التي واجهت حكمه المستبد,وتزعم رحمه الله جبهة الضمير المناهضة للحكم العسكري في مصر ودعم مبادرات عديدة للحل السياسي لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد منذ الإنقلاب العسكري في يوليو من عام 2013 وأعلن رفضه الصريح له وحذر من العواقب الوخيمة التي سوف تترتب عليه وبذل جهدا كبيرا في محاولات تقريب وجهات النظر بين أطياف المعارضة المصرية علي إختلاف انتماءاتها..
كان رحمه الله من الشخصيات الوطنية القليلة التي حظيت بإجماع واحترام القوي والتيارات السياسية المختلفة الإسلامية والعلمانية علي حد سواء,وكان آخر ماكتبه رحمه الله علي صفحته الشخصية يوم مولده التاسع والثمانين من كلمات كامل الشناوي”جئت يايوم مولدي ..عدت أيها الشقي..الصبا ضاع من يدي..وغزا الشيب مفرقي..ليت يايوم مولدي..كنت يوما بلاغد”
رحم الله قائد المعارك الوطنية سفير الضمير سعادة السفير المحترم إبراهيم يسري رحمة واسعة وتقبله في الصالحين وتقبل جهده وجهاده..
شريف منصور
إعلامي مصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى