مقالات

ذكرى وفاة فرعون سوريا

في ذكرى وفاة فرعون سورية، كيف تفاعل السوريون والعرب معها؟

خاص رسالة بوست

لم يكن تاريخ 10 حزيران من عام 2000، يوماً عادياً في حياة السوريين ماضياً وحاضراً و مستقبلاً أيضاً.

ففي ذلك اليوم أُزيح كابوسٌ مرعب كان جاثماً على صدور السوريين والعرب على حد سواء، و أُعلنَ فيه وفاة طاغية أسس مملكة للخوف و الصمت في بلاد الشام، و كرّس العقلية الطائفية باتجاه المسلمين السّنة، الذين كانوا و ما زالوا يُشكلون الغالبية العظمى للخريطة الديموغرافية السورية، و وَطّنَ الإدارة المافيوية لمؤسسات الدولة السورية، و أحدثَ شرخاً اجتماعياً كبيراً و تشظياً نراه اليوم على أرض الشام، دماءً و أشلاءً و تقسيماً مجتمعياً و طائفياً و جغرافياً، لا يعلم إلا الله إلام سيؤول!!

وفي مثل هذا اليوم من كل عام، تشتعل السوشيال ميديا في إحياء هذه الذكرى، و يتفاعل معها السوريون و العرب، و يُعبر الجميع عن خواطرهم معارضون و موالون، و في رصد لما كتبه المعارضون في الماضي القريب و الحاضر المعاصر نجد شهادة سورية للسيد ” سمير كيال” المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، في صفحته على الفيسبوك بتاريخ 28 يونيو/حزيران 2018، كتب:

عند وفاة حافظ الأسد وخلال مقابلة لحبر اليهود السوريين في القدس (إبراهيم الحمرا) مع: (بي. بي. سي) قال فيها: “صلَّت هذه الطائفة في الكنيس اليهودي ودعت للأسد”، وعندما سئل عن علاقات اليهود بالأسد في سوريا أجاب بقوله: “لقد زرته مع وفد يهودي عام 1972م، للمباركة له في رئاسته الأولى، وطلبنا منه بعض التسهيلات للطائفة، فبعد أن كنا لا نستطيع التجول في سوريا أكثر من (4كم) والختم الأحمر على هوياتنا، تمكنا من التجول في أنحاء سوريا كلها. وسمح بعد ذلك في عام 1979م، بسفر عدة فتيات وصل عددهن إلى (350) فتاة يهودية للزواج من أهل الطائفة في الخارج، وسمح لمن يشاء السفر إلى أوربا وأمريكا للعلاج أو التجارة، بشرط ألا تسافر العائلة كلها (بي بي سي – لندن – بمناسبة مراسم جنازة حافظ الأسد). لقد وجد اليهود كل عناية من الأسد، حتى إنه سمح لليهود ببيع ممتلكاتهم واستلام جوازات سفر يسافرون بها، أما المسلمون فهم محرومون من جوازات السفر، ومن بيع ممتلكاتهم والتصرف بها، ومن أبسط حقوقهم المدنية تحت أي ذريعة.

و على جانب آخر نرصد تغريدات و خواطر أكثر حدة باح بها أصحابها في هذه المناسبة، و جُلّ تلك التغريدات تطالب بتجديد العهد و البيعة بلعن روح الرئيس السابق ” حافظ أسد “، و لا تسمح لنا مبادئنا الصحفية و المهنية لسردها و نقلها، بسبب ورود عبارات قاسية فيها، و يعبّر هذا الأمر عن حجم الألم الذي عاناه السوريون خلال حُكم الطاغيتين، الأب و الإبن، ذلك الألم التي تحول لكراهية لا حدود لها، من ذوي الضحايا و المعتقلين والمُغيبين نتيجة الحقد الطائفي المدعوم بآلة عسكرية مجنونة، و دعم دولي و لوجيستي و سياسي لا حدود له.

ومن بين ذلك السيل العارم من المنشورات والتغريدات في فضاء السوشيال ميديا حول هذه المناسبة، نقرأ منشوراً للناشط السوري الثوري ” نزار خرّاط” في صفحته على الفيسبوك:

” الذكرى السنوية لأقذر من لوث أرض الشام، وتنجس دود الارض من جيفته، روحه تشتاق اللعنات، وبقدر ما ترحمتم على شهداء الوطن، لا تحرموه من لعنات روحه الخالدة في قاع جهنم “

وكتب أيضاً الثائر السوري ” طارق حاج بكري” في الفيسبوك:

في مثل هذا اليوم انتقل إلى جهنم أكبر خائن في تاريخ العرب والمسلمين. حافظ ذيل الكلب ….

سلالة مجرمين بعضها من بعض.

في حين كتب الصحفي السوري ” أحمد موفق زيدان ” في الفيسبوك أيضاً:

في مثل هذا اليوم من عام ٢٠٠٠ هلك مؤسس الطائفية وباني الاستبداد في سوريا …رحل قاتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين و اللبنانيين بتل الزعتر و البداوي و الكرنتينا و طرابلس و صبرا و شاتيلا…وقاتل أضعافهم من السوريين، رحل بائع الجولان والقنيطرة… رحل المجرم المقبور حافظ أسد…

وعلى ذات النهج كتب السيد ” عادل حنيف داود” في الفيسبوك وتويتر:

‏في مثل هذا اليوم : 10 حزيران 2000م كنت مقيما في دولة عربية؛ قامت بترحيل كل سوري ثبت لديها بأنه احتفل بموت حافظ الأسد، ترحيل قسري مذل ومهين

وعلى الجانب الآخر من العالم الإفتراضي، نجد أن العرب تفاعلوا مع هذه المناسبة عبر تغريدات كثيرة، وتحليلات عميقة للماضي والواقع السوري الذي فهمه الجميع، وعبروا عنه بدقة، و من العرب نجد المدون العراقي ” عماد السامرائي” قد غرد عدة تغريدات في هذا الشأن نختار منها:

‏10 حزيران ‎#نفوق_الاسد

مات في القرية كلب … فاسترحنا من عواه

خلف الملعون جرواً … فاق “بالقتل” أباه

‏10 حزيران ‎#نفوق_الاسد

مناسبة من التاريخ لفهم الحاضر

كيف سافرت مادلين أولبرايت وزيرة خارجية أمريكا آن ذاك إلى دمشق لتشرف بنفسها على ضمان تولي بشار الرئاسة وكيف عملت السعودية جاهدة بكل قوة لضمان بقاء حكم عائلة الأسد

من لا يربط التاريخ بالحاضر لا يمكن ان يقرأ المستقبل

‏ناهيك عن الدوافع السياسية والتناغم والتماهي مع السياسية الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة قد لا يعلم البعض أن هناك علاقة مصاهرة بين العائلة الحاكمة في السعودية و العائلة الحاكمة في دمشق.

‏كان الدستور السوري لا يسمح بتولي الرئاسة لمن هو دون الأربعين فأشرفت أمريكا والسعودية على تغيير الدستور فاجتمع مجلس الشعب السوري و غير الدستور خلال 15 عشر دقيقة فقط ليسمح للمجرم بشار بتولي الرئاسة دون اعتراض من الأمم المتحدة وأوربا والمنظمات الراعية للديمقراطية !!

فيما نجد الداعية السعودي ” سليمان الطريفي” يغرد أيضاً في هذه المناسبة، ويتحدث عن مشاهداته خلال إحدى زياراته إلى سورية إبان حكم حافظ أسد:

كانت العبارات التي تُكتب على الجدران قبل هلاكه:

قائدنا إلى الأبد حافظ الأسد، أبداً لم يكن الخلود إلا لله، لكنه طغيان الإنسان حين تكون بيده سلطة

فيما غرّدت الصحفية اللبنانية ” ليال حداد ” والتي تعمل في موقع العربي الجديد:

‏قبل ١٩ سنة مات “القائد الخالد” حافظ الأسد. علت زغاريد النساء في العمارة التي نسكنها. فسارع أبي وباقي الرجال إلى إقفال الشبابيك والأبواب كي لا يسمع الزغاريد الجنود السوريين الذين كانوا يحتلون مبنى الجامعة اللبنانية الملاصق لبيتنا.

رحل حافظ الأسد ولا خالد إلا حرية الشعوب

وهكذا نجد أن الطاغية ” حافظ أسد” قد ترك إرثاً أسوداً، سيبقى حديث السوريين و العرب لأجيال عديدة، و سيخلد الموثقون جرائمه التي لن تموت بالتقادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى