مقالات

مات الديكتاتور

كتب أ. هيثم المالح :

من أيام قريبة أنهيت مراجعة الجزء الأول من مذكراتي ، وكانت كلمة (مات الديكتاتور) هي الكلمة الأخيرة التي ختمت بها هذا الجزء . والواقع أن هذه الكلمة التي قالها الزميل الأستاذ رياض الترك الذي ليس بحاجة إلى تعريف ، فقد أجاب أحد الإعلاميين الذين أجروا معه حواراً ، حول موت حافظ الأسد . حضرني هذا التعريف الذي أطلقه الأستاذ الترك، وأنا أتابع الجرائم التي يرتكبها خلفه ، الولد الذي يحكم البلد ، الجرائم يرتكبها طوال شهر رمضان الفضيل، شهر الصوم والطاعات . ومن بعدها استمرار الإجرام في أيام عيد الفطر السعيد ، ومن ثم استشهاد عبد الباسط الساروت .لم يغب عن ذاكرتي ابداً حين كان “المرجوم” حافظ الأسد وزيراً للدفاع عام ١٩٦٧ كيف تآمر مع الصهاينة وباعهم الجولان، مما هيأه ليقفز بعد ذلك بانقلاب على رفاق دربه البعثيين ، وأبناء طائفته فيزج بهم في السجون ، وأستذكر بيتاً من الشعر يقول : فالكلب واف وفيك غدر =  ففيك عن قدره سفول .

هذه شخصية حافظ الأسد لا عهد له ولا ذمة ، يبيع الوطن الذي سيطر على إدارته. وائتمنه الحزب الذي انتمى إليه، فيصفي رفاق دربه، قتلاً واعتقالاً، ثم يسلم ولده بشار ليكمل ما قصر في تنفيذه .

قفز حافظ الأسد على قيادة السلطة بانقلاب عسكري ، فعاث في الأرض فساداً . فدمّر دمشق عاصمة الأمويين لأعظم دولة في التاريخ . وسلم المدينة التاريخية لمن شوّه صورتها وغير كيانها . واستحضر الطائفيين المؤيدين  له، فنشرهم حول المدينة بعشوائيات . وكذلك بفرق عسكرية طائفية جعلها تتمركز حول العاصمه، خوفًا من أية حركة قد يقوم بها الشعب المقهور . وبنى علاقات استراتيجية مع نظام ملالي ماخور قم وطهران، في توجه مشبوه لتغيير البنية الديموغرافية لسوريه ، عامة والعاصمة على وجه الخصوص .

أفسح (المرجوم) حافظ المجال لنشر الفساد والإفساد . وأطلق لأزلامه وشبيحته العنان للولوغ في أموال الأمة . فسرقوا الثروات الطبيعية والآثار وفرضوا على التجار مشاركتهم في كل شيء، حتى أصبحوا هم الواجهة الاقتصادية لسورية .

صحيح أن حافظ الأسد مات . إلا  أنه فعلياً لم يمت . ففي كل يوم وعلى مدى الساعات يصب عليه السوريون ، اللعنات ويدعون عليه بابشع الدعوات التي تطلب من الله عز وجل أن يجعله في الدرك الأسفل من النار .

وهكذا فللمرجوم الخلود في نار جهنم، فهو بهذه الصفة لم يمت !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى